حقق برشلونة فوزًا مهمًا على ضيفه ألمريا بثلاثة أهداف لهدف واحد بعد أن كان متأخرًا في بداية الشوط الثاني ليعزز بهذا النصر مركزه في الصدارة ويعيد الفارق بينه وبين ريال مدريد إلى ثمان نقاط.
بدأ ألمريا الشوط الأول بشكل جيد وبتموضع حسن مع بعض الانطلاقات السريعة من بياتي وكروسات وكورونا، البرسا لم يستطع تهديد مرمى ألمريا إلا في الدقيقة 13 عندما استقبل بويان كرة بالصدر على خط التماس فدفعها فجأة بالرأس مراوغًا بذلك الظهير لونا ودخل إلى منطقة الجزاء فمرر إلى الشاب تياجو الذي سدد الكرة عاليًا. ألمريا لم يبق مكتوف اليدين فأظهر للبرسا أنه قادر على ضرب دفاعه عندما انطلق الجناح السريع كروسات فتم إسقاطه على مشارف منطقة الجزاء من ماسكيرانو.. الضربة الحرة ليم يتم استغلالها بشكل جيد. البرسا بدأ بأخذ نسقه في المباراة وبالتحكم في الكرة وفرض تأخير الخطوط على ألمريا وكاد ميسي أن يسجل بعد تبادل كروي بين إنيستا وماكسويل انتهى بتسديدة من ليو إلا أنها غيرت اتجاهها بعد أن ارتطمت بأحد المدافعين لتخرج إلى الركنية. محاولات البرسا استمرت في الشوط الأول فكاد إنيستا أن يفتتح النتيجة حينما سدد كرة من داخل منطقة الجزاء نحو القائم البعيد إلا أن كرته مرت محادية لمرمى ألمريا.
ميسي كان حاضرًا في عدة لقطات كتلك التي انطلق فيها بالكرة من وسط الميدان فراوغ لاعبًا فاثنين فثلاثة وأنهى لقطته الـ "مرادونية" بتسديدة جانبية. هجمات ألمرية كانت قليلة جدًا في الشوط الأول بل كانت تتوقف عند اقترابهم للمرمى فقط دون أن ينهوها بالتسديد كتلك الكرة التي غير فيها بياتي اتجاهه بشكل مفاجئ، سريع ورائع حتى فقد بيكيه وماسكيرانو توازنهما فانطلق ومرر إلى كروسات الذي أرسلها عرضية انتهت مبعدة من الدفاع؛ وقبل نهاية الشوط الأول قام ميسي بسلسة أخرى من المراوغات حيث تلاعب بلونا وأكاسييتي على الجهة اليمنى ثم سدد كرة على القائم القريب أخرجها ألفيش بصعوبة إلى الركنية التي لم تنفذ لأن الحكم أعلن عن نهاية الجولة الأولى بالتعادل السلبي.
الشوط الثاني بدأ ساخنًا فبعد صافرة البداية مباشرة انطلقت الفرص وكانت الأولى على القائم من دافيد فيا الذي استغل مجهودًا من ميسي ثم تمريرة جميلة من إنيستا في العمق أنهاها بتسديدة زاحفة من داخل منطقة الجزاء لم يردها إلا القائم؛ لينطلق بعدها مباشرة بياتي من الجهة اليمنى بالكرة فسبق وسط الميدان كما فعل زميله كورونا على الناحية المقابلة فبقي ميليتو في دفاع البرسا دون تغطية، بياتي مرر الكرة إلى كورونا الذي انفرد ببينتو وهزمه بهدوء مسددًا كرة أرضية دخلت تتهادى شباك البرسا في الدقيقة 50. برشلونة لم يرض البقاء متخلفًا في النتيجة لوقت طويل فبعد ذلك بثلاث دقائق فقط مرر المدافع ميليتو كرة طويلة إلى فيا الذي فاجأ الدفاع بتحركه على الجهة اليمنى، فخرج الحارس ألفيش ليقطع الكرة إلا أن خروجه كان خاطئًا فأسقط فيا داخل المنطقة ليحصل الجواخي على ضربة جزاء سجلها ليونيل ميسي في الدقيقة 53 بكل هدوء.
سيطر البرسا على مجريات اللقاء بعدها في محاولة لانتزاع التقدم لأول مرة وخلق العديد من الفرص فكاد البديل بيدرو أن يسجل الهدف الثاني حينما استغل تسديدة من فيا صدها الحارس ألفيش بصعوبة إلا أن بيدرو سدد على الشباك الخارجية ولم يحسن التسجيل في المرمى الخالي. وسنحت لبرشلونة فرصة أخرى حينما أرسل ميسي كرة جميلة من الوسط على رأس فيا إلا أن كرة الجواخي وقعت بين يدي الحارس ألفيش... إن كانت كل كرات البرسا القصيرة والتمريرات البينية والمراوغات لم تنفع فإن للبلاوجرانا أسلحة أخرى يستطيع استعمالها وأحدها الكرات الثابتة؛ هذا ما أعطى التقدم للبلاوجرانا اليوم في الدقيقة 64 فبعد كرة ركنية منفذة بدقة من ميسي ارتقى الشاب تياجو ألكنترا وخطف الكرة من بين كل اللاعبين ليسدد كرة رأسية على القائم الثاني لمرمى دييجو ألفيش ويسجل هدف التفوق لفريقه.
نتيجة 2-1 استمرت طويلاً بالرغم من أن برشلونة حاول زيادة الغلة إلا أنهم لم يحسنوا التصرف في التمريرة قبل الأخيرة من كل هجمة وإن حصل وأحسنوها فإن تسديداتهم لم تكن مركزة كتلك الكرة التي مهدها فيا إلى ألفيش على الجهة اليمنى فسددها البرازيلي وكان مسارها إلى خارج المرمى بالرغم من أنها كانت فرصة مواتية، البرسا كاد أن يسجل بطريقة أخرى حينما حاول أكاسييتي قطع عرضية من ألفيش فحول اتجاهها إلى مرمى فريقه إلا أن الكرة مرت محادية ببضع سنتمترات.
مع نهاية المباراة وفي خضم بحث ألمريا عن هدف التعادل وصلت كرة طائشة إلى المدافع مارسيلو سيلفا الذي لم يحسن التعامل معها فخطفها ميسي منه وانطلق منفردًا بالحارس دييجو ألفيش ورفع الكرة فوقه بطريقته المعهودة مسجلاً الهدف الثالث لفريق والثاني له في المباراة لينفرد في صدارة الهدافين متفوقًا على رونالدو ويبعث الطمأنينة في نفوس البرشلونيين على النقاط الثلاث.
بهذا الانتصار رفع برشلونة رصيده إلى 84 نقطة معيدًا الفارق بينه وبين أقرب ملاحقيه ريال مدريد إلى 8 نقاط أما ألمريا فقد تجمد رصيده عند 26 نقطة في مؤخرة الترتيب العام في انتظار باقي مباريات الجولة الحادية والثلاثين من الليجا الإسبانية.