تونس - خاص (يوروسبورت عربية)
ما زالت الأنشطة الرياضية لم تستأنف في تونس رغم التحسن الملحوظ في الأوضاع الأمنية وعودة الهدوء لأغلب المناطق واستئناف الدراسة في المعاهد والكليات.
ولم تعلن وزارة الرياضة عن أي إجراء يتعلق أو حتى يلمّح لتاريخ استئناف المنافسات الرسمية في مختلف الاختصاصات، بينما أعلن عن تأجيل لقاء النادي الأفريقي والجيش الرواندي في إطار إياب الدور الأول من دوري أبطال أفريقيا إلى شهر آذار/مارس القادم بعد أن كان مقررا السبت في الثاني عشر من الشهر المقبل بملعب المنزه بالعاصمة التونسية.
وكان لقاء الذهاب بين الفريقين انتهى بالتعادل (2-2) يوم السبت الماضي في العاصمة الرواندية.
سقوط وجوه رياضية بارزة
طالت حملات الإيقاف والتتبع القضائي والسياسي العديد من الوجوه الرياضية الشهيرة التي كانت فاعلة بدرجات متفاوتة في الرياضة التونسية والتي كانت على صلات مباشرة برموز العهد السابق والمقربين من العائلات الحاكمة.
بعض هذه الوجوه كان يقلّد مناصب رسمية في عالم الرياضة وأبرزهم سليم شيبوب زوج درصاف إبنة زين العابدين بن علي والذي تقلّد عديد المناصب (رئيس الترجي التونسي وعضو الفيفا ورئيس اللجنة الأولمبية التونسية) والذي أصبح فاحش الثراء واشتهر بسطوته وتدخله المستمر في كل القضايا الرياضية وبسيطرته على دواليب الأمور في الكواليس وتسبب تسلطه في عداوات كبيرة ضده حتى من عامّة الناس، وقد هرب شيبوب إلى دولة الإمارات قبل هرب بن علي بساعات قليلة.
كما تم إيقاف منتصر المحرزي رئيس مستقبل المرسى وهو صهر ليلى زوجة الرئيس المخلوع.
السيطرة على الأفريقي
أمّا عائلة الطرابلسي، أي إخوة وأخوات ليلي بن علي والعائلات المتصاهرة معها، فقد عرف عنهم قربهم من النادي الأفريقي وتأثيرهم القوي على مركز القرار فيه لكن دون تقلّد مناصب رسمية فيه.
ويتهم أنصار النادي عائلة الطرابلسي، وخصوصا بلحسن وعماد ومعز، بالتسبب في ما آل إليه وضع النادي عموما وجهاز كرة القدم تحديدا من تدهور وفوضى وعجز مالي مزمن.
وكان "الطرابلسية" (كما يسمّيهم التونسيون) فعلوا كل شيء حتى يستقيل فريد عبّاس من الرئاسة رغم أنه من أكبر الكفاءات التونسية في مجال الأعمال والرياضة على المستويين التونسي والعالمي كما أحبطوا في آخر لحظة وصول رجل الأعمال الشاب جمال العتروس إلى سدّة رئاسة النادي في الصيف الماضي وكانوا وراء إقالته بعد أسبوعين فقط من تعيينه ونصّبوا بدله "العجوز" الشريف بلاّمين الذي إضطر سريعا إلى الانسحاب بسبب المرض ليحصل الفراغ الإداري الذي ما زال الأفريقي يعاني منه.
والعتروس، مثل عبّاس، كان في منافسة شرسة مع الطرابلسية في قطاع الأعمال وتحديدا في مجال بيع السيارات ويتذكّر التونسيون إفلاس شركة فولفو تونس (لصاحبها فريد عبّاس) وفرع جنرال موترز تونس (المملوكة لعائلة العتروس).
وينتظر أن يكون العتروس الرئيس المقبل للنادي في انتخابات 25 نيسان/أبريل.
فوضى واتهامات متبادلة
وتخيم على كرة القدم التونسية منذ تغيير النظام الحاكم في الرابع عشر من الشهر الجاري حالة من الفوضى سمتها الأساسية اتهامات متبادلة بين عديد الوجوه المعروفة من مسؤولين ولاعبين سابقين ومدربين وإعلاميين.
وتعدد ظهور الرياضيين في البرامج الحوارية التلفزيونية والإذاعية التي انتشرت بشكل كبير جدّا وأصبح كل طرف يبحث عن إبراز إنجازاته وصولاته ويكيل التهم لخصومه المفترضين ويقدّم حلولا وتصوّرات لإصلاح حال اللعبة.
واستهجن الرأي العام وجمهور الكرة تحديدا هذا "الإنفلات" الإعلامي وانتقدوا انقلاب مواقف العديدين وخطاباتهم بينما كان أغلبهم في الأمس القريب يستفيد بدرجات متفاوتة من النظام السياسي والإقتصادي والرياضي السابق.
تغييرات في المنتخب
أول ضحايا العهد الجديد في تونس هو فوزي البنزرتي الذي دفع ثمن صلاته المشبوهة ببعض رموز النظام السابق وهي رموز سعت بكل قوة إلى فرضه على رأس منتخب تونس رغم معارضة كل تونس له.
ويذكر أن البنزرتي أجّل إمضاءه على العقد مع اتحاد الكرة فجاءت التغييرات التي شهدتها البلاد لتغير من واقع الحال وتبعد من المنتخب.
وتم الإختيار على عمّار السويح، مدرب المنتخب الأولمبي، لقيادة "نسور قرطاج" في مباراة تونس والجزائر الودية في التاسع من شباط/فبراير، بينما سيقود سامي الطرابلسي وفريد بن بلقاسم منتخب تونس في كأس أفريقيا للمحلّيين من 4 إلى 26 شباط/فبراير 2011 في السودان.
وفي ردّه عن إبعاده من المنتخب، كال فوزي البنزرتي التهم لأعضاء الاتحاد واتهمهم بالتسبب في تراجع مستوى كرة القدم التونسية رغم أنه كان منذ أيام فقط يشيد بهم ويكيل لهم المديح.